بلدة أخرى حلت عليها اللعنة تنتظرك في هذه اللعبة تحت عنوان 1 مومنت أوف تايم: سايلنتفيل من فئة الأشياء المخبأة من تطوير 2 مونكيز وإصدار بغ فش غيمز! ما المفاجأة التي حضروها لنا هذه المرة؟ هيا نكتشف سويةً! .. Read more
على الرغم من الوصف الذي وعدنا بالكثير اتضح أن حبكة اللعبة أسخف بكثير مما توقعتها. تجري الأحداث ببطء مقبول وتكشف لك شيئاً فشيء عن أسرار هذه البلدة التي لا مستقبل ولا حاضر ولا ماضي لها. سيتوجب عليك أن تقرأ الحوار ومراقبة المذكرات في كل مرة تصادف فيها شيئاً جديداً لتتمكن من مواكبة الأحداث. لا تنس أنه على الرغم من تشابه لعبة 1 مومنت أوف تايم: سايلنتفيل ولعبة فينومنن: سيتي أوف سيان من حيث الحبكة غير أنها تختلفا كل الإختلاف من حيث جو اللعبة.
بصراحة وبسبب الحوار الفكاهي الموسيقى الغريبة وغياب التأثيرات الصوتية المخيفة النموذجية كالصراخ هذه اللعبة غير مخيفة أبداً. الصوت التعليقي موجود فقط في المشاهد المتقطعة فيما تجري الحوارات في صمت. من جهة أخرى، معظم الحوارات حيث تشاركك الشخصيات التي لا تلعب دوراً في اللعبة ذكرياتها تبدو وكأنها مشهد مسرحي بالحبر على الصفحات الصفراء.
أما بالنسبة إلى الرسومات فإنها تبهرك منذ اللحظة الأولى بأشيائها المتحركة والتفاعلية. الرسوم المتحركة رائعة. بالإضافة إلى ذلك عندما تنتقل من موقع إلى آخر، تتحرك الكاميرا ببطء من أعلى إلى أسفل مقلدة خطواتك مما يضفي بعض الواقعية إلى اللعبة فتبدو بشكل عام أمتع. لسوء الحظ عدد الأشياء التفاعلي التي تصادفها تقل مع التقدم في اللعبة.
الخلفيات جيدة من حيث عمق الألوان كما أن تفاصيلها متقنة مما يمتع العينين. التناقض متقن غير أن حدة الألوان باهتة بعض الشيء وبخاصة إذا ما كنت تلعب على شاشة كبيرة. الأشياء المخبأة غير ممزوجة بالخلفيات ولكن المشاهد تبدو غير واضحة بعض الشيء كما وكأن اللعبة قد ابتكرت منذ سنتين مضت أو كأنها مصممة للحواسيب المحمولة الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك بعض المواقع بدت غامقة جداً مما يفسد متعة اللعب بعض الشيء.
مواقع الأشياء المخبأة غير واضحة بعض الشيء ومبعثرة ومليئة بكل أنواع الأشياء التافهة بما فيها علب السجائر والصراصير الميتة والجماجم ذات العينين. الأشياء الموجودة في المواقع عديدة ومخبأة بذكاء. بعض الأشياء مخبأة كجزء من الخلفية فيما أن بعضها الآخر مخبأ في الجوارير. كما هناك بعض الأشياء الصغيرة التي تمتزج بالخلفيات غير أنها قليلة وهي حالة استثنائية.
بالإضافة هناك بعض أعمال البناء في مواقع الأشياء. قبل كل شيء وفي معظم الحالات سيكون عليك أن تجد مجموعة من الأشياء أو أن تنجز بعض المهام، على سبيل المثال، ”تنظيف الأسنان” أو فتح قنينة. وبالنتيجة تتحول عملية البحث عن كل شيء في لائحة التبضع إلى عملية بحث مصغرة مما يقتضي منك أن تستكشف المواقع بتمعن وأن تكبر بعض المناطق التفاعية وأن تربط بين أشياء متعددة أو أن تستخدم الأدوات وهلما جرا. صدقني اللعبة صعبة جداً وبسيطة جداً في الوقت نفسه.
الأحاجي أسهل بكثير من مواقع الأشياء المخبأة وإذا ما كنت لاعباً محترفاً لربما رأيت هذه الأحاجي في ألعاب أخرى. في هذه اللعبة معظم الألعاب المصغرة هي نفسها ولكنها تضم بعض العثرات. على سبيل المثال، هناك لعبة مصغرة عادية حيث عليك أن تصلح دائرة كهربائية من خلال إدارة أجزائها حول المحور على شكل سكة حديدية مكسورة إلى جانب قطار. حذف الأحاجي يتطلب بعض الدقائق.
لسوء الحظ بعض البحث يتطلب حلولاً منطقية كبيرة. ومن غير الواضح أن يأخذ البطل الرئيسي كل هذه الأشياء من غير المنفعة وما عليك فعله بها، على سبيل المثال علبة بودرة. في بداية اللعبة عليك أن تقوم بمعظم المهام بمفردك ولكن بعد 40 دقيقة من اللعب يصبح من الصعب جداً تخمين ما الذي يجب فعله تالياً. على سبيل المثال لقد علقت في بعض المرات واستعملت نظام الإشارات ووجدت نفسي في غرفة كنت فيها من قبل. وكما اتضح لاحقاً كان علي أن أغرق نفسي في هذه الخردة للحصول على أداة أنا بحاجة إليها.
وبالمناسبة عندما تستعمل إشارة خارج مواقع الأشياء المخبأة لا تساعدك لمعرفة إلى أين يجب أن تذهب فتنقلك ببساطة إلى الموقع الصحيح، مما يحير وبخاصة إذا ما فوتت موقعاً ما ولا تملك أدنى فكرة عن كيفية وصولك إلى هناك. والغريب أنه في مواقع الأشياء المخبأة يعمل نظام الإشارات بشكل ممتاز وتتعبأ فوراً.
بالإضافة إلى ذلك هناك نمطان للعبة بما فيها النمط العادي وذلك الأصعب. في النمط العادي لا تتم معاقبتك على الضغط عشوائياً ويتم تسليط الضوء على المواقع التفاعلية وغالباً ما تضم المذكرات نصائح مفيدة. في النمط الأصعب، معظم النصائح والإشارات مطفأة وبالتالي من الصعب اللعب للمرة الأولى من دون دليل استراتيجية.
كما هناك خريطة تمنحك رؤية ثلاثية الأبعاد للمدينة المغطاة بالضباب. بصراحة إنها تبدو رائعة وتسمح لك بالانتقال بين المواقع التي استكشفتها مسبقاً. من جهة أخرى، بسبب الغيوم المتحركة الضبابية التي تغطي معظم المدينة، تسلبك الشعور بالمكان فيما تتجول في سايلنتفيل.
بشكل عام هذه اللعبة تمنحك انطباعاً جيداً فهي تجمع بين الرسومات الثلاثية الأبعاد الواقعية والحبكة المشوقة والتأثيرات الصوتية الممتازة ومواقع الأشياء المخبأة المبتكرة والرسوم المتحركة المذهلة. اللعبة حتماً تستحق انتباهك. على الأرجح هذه اللعبة لن تربح قلبك كلياً بسبب بعض الشوائب كالمهمات غير المنطقية والإشارات الباهتة ولكنني متأكد من أنها ستمنحك وقتاً ممتعاً. جربها!